كان القصر في الأصل جزءاً من مدينة الحمراء التي تشمل قصر الحاكم والقلعة التي تحميه. يعود بناء القصر إلى القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، وهو أجمل قصور العمارة الإسلامية، زيّنه صناع غرناطة المهرة بزخارف لا مثيل لها في العالم تقوم على استخدام العناصر الزخرفية الرقيقة في تنظيمات هندسية كزخارف السجاد، وكتابة الآيات القرآنية والأدعية، بل حتى بعض المدائح والأوصاف من نظم الشعراء ، وتحيط بها زخارف من الجص الملون الذي يكسو الجدران، وبلاطات القاشاني الملون ذات النقوش الهندسية، التي تغطي الأجزاء السفلى من الجدران.
من أشهر أجنحة قصر الحمراء قاعة العدل المزينة بصور الملوك ومشاهد الصيد، وبهو الأسود الذي تحيط به أروقة ذات عقود يحملها 124 عموداً من الرخام الأبيض بالغة الرشاقة. في وسط البهو نافوة الأسود الجميلة التي تخرج المياه فيها بحسب ساعات النهر والليل. وقد عُرف المهندسون العرب في القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي ببراعتهم في صنع أشكال مختلفة من الفوارات يفور منها الماء كهيئة السوسنة، ويتم تغييرها حسب الحاجة ليفور الماء كهيئة الترس وفي أوقات زمنية محددة. ولقد وصلت تقنية الفوارات الأندلسية إلى قمتها في في قصر الحمراء وجنة العريف، ومنها استقى ملوك أوروبا هندسة حدائق قصورهم.
بالقرب من قصر الحمراء وعلى بعد 1000م منه تقع حدائق قصر جنة العريف الذي شيّد في أواخر القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي. وقد شُيّد هذا القصر شمال شرقي قصر الحمراء فوق ربوة مستقلة تطل من ورائها جبال الثلج. وقد اتخذه ملوك غرناطة منتزهاً للراحة والاستجمام.